تبدأ وزارة قطاع الأعمال العام فى إصلاح واحد من الأخطاء العظيمة فى حق الصناعة فى مصر والتى ارتكبت منذ أكثر من 15 عاماً، حيث جرى تقسيم شركة النصر للسيارات إلى شركتين هما النصر للسيارات والهندسية لصناعة السيارات ضمن دراسة قيل وقتها إنها لإعادة هيكلة شركة النصر للسيارات وإنقاذها ثم ما لبث أن اتضحت الأمور بأن أغرقت النصر للسيارات فى الديون واتخذ قرار تصفيتها وفقاً لأعمال القانون لتجاوز خسائرها نصف رأس المال.
وبعد ثورة يناير تقرر وقف تصفية النصر للسيارات وإعادة إحيائها ومنذ ذلك الحين جرت محاولات عديدة، سواء من تشكيل لجنة الإحياء وزيارات ميدانية للشركة والحديث مرة عن ضمها للإنتاج الحربى والكثير من الكلام عن عروض صينية وماليزية لتصنيع سيارة مصرية وجميع ما سبق تبخر فى الهواء، ولم يبق على أرض الواقع شىء.
الغريب أن كل المحاولات والكلام الذى دار لما يقرب من 8 سنوات لم يتطرق إلا نادرًا إلى أهمية إعادة الجمع بين شركتى النصر للسيارات والهندسية للسيارات مرة أخرى علمًا بأنهما أشبه ما يكون بتوأم ملتصق ومتكامل لا يمكن فصله حتى إنهما مشتركتان فى العديد من المرافق والموقع وخطوط الكهرباء والصرف والفاصل الوحيد بينهما الذى تراه لعين المجردة فى موقع العمل بوادى حوف بحلوان هو سور كبير جرى بناؤه للفصل ظاهرياً بين الشركتين وللحق فإن أول الذين تحدثوا كثيرًا عن خطأ قرار الفصل والتصفية للنصر للسيارات وضرورة الدمج بينهما كان اللواء محمد يوسف، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنقل البحرى والبرى والذى أكد أكثر من مرة ضرورة الجمع بين الشركتين
لمصلحة الاقتصاد القومى، رغم أن الهندسية للسيارات تتبع القابضة للنقل ومؤخرًا صدرت موافقة مجلس الوزراء على اقتراح بنقل تبعية شركة الهندسية للسيارات من القابضة للنقل البحرى والبرى إلى القابضة للصناعات المعدنية على اعتبار ان الشركتين تتكاملان فى أوجه عديدة.
ومن جانبه، أكد اللواء محمد يوسف أن القرار مناسب خاصة أن الشركتين عانتا كثيراً بعد قرار الفصل، وأن النشاط الخاص بالشركة القابضة للنقل البحرى والبرى أغلبه نشاط خدمى فى حين أن المناسب أكثر للشركة الهندسية للسيارات أن تكون تابعة لشركة صناعية، وذلك رغم نجاح القابضة للنقل فى تنفيذ أكثر من مشروع داخل الهندسية للسيارات كان آخرها استلام أول دفعة من الاتوبيسات الصينية المصنعة فى الهندسية ضمن اتفاق تم بين الهندسية وجيوشى ويوتونج الصينية حيث تسلمت الشركة 13 أوتوبيساً من إجمالى 900 أوتوبيس يتم استلامها على 3 سنوات لصالح شركات نقل الركاب الثلاث التابعة للقابضة للنقل هذا بالإضافة إلى مصنع الجنوط المجرى.
وأشار يوسف إلى أن التكلفة الاستثمارية للمشروع تبلع 16 مليون يورو وأن الهندسية اشترت المصنع ويتم تمويله من قرض من بنك الاستيراد والتصدير المجرى، مشيرًا إلى أن المصنع ينتج 400 ألف جنط سنويًا لسيارات النقل والأوتوبيسات ويصدر منها 200 ألف جنط سنوياً.. وقال: إن المصنع سينتقل إلى الهندسية بكافة تعاقداته.. وقال: إنه يجرى حاليًا التفاوض مع بائع المصنع وهو مجرى على الدخول
نقلا عن حنان عثمان الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق